النص الكامل لكلمة أحمد نوروزي، نائب رئيس هيئة إذاعة جمهورية إيران الإسلامية للشؤون الدولية، في حفل تكريم الفائزين في مهرجان صبح الإعلامي الثالث:

نحمد الله أن مهرجان “صبح” يخوض تجربة دورته الثالثة. المهرجان الذي أصبح الآن أكثر ازدهارا وتحول إلى حدث إعلامي كبير في إيران والعالم. تم تقديم التوضيحات اللازمة حول القسم التنافسي من المهرجان من قبل أمين المهرجان المحترم ولا داعي لإعادة ذكرها. بدوري، أود أن أعرب عن خالص شكري وتقديري لأمين المهرجان والأمانة العامة المجتهدين لمهرجان “صبح” على التنظيم المناسب لهذا الحدث.

العالم الذي شهد في العقد الأخير تسارعا وتجاوزا للنظام الأحادي القطب، يدخل الآن، بعد طوفان الأقصى، مرحلة لا رجعة فيها. عصر أحادية القطبية لا يقترب من نهايته فحسب، بل إن المظهر الخادع للنظام القيمي الذي يحكم هذا التوجه قد انهار فجأة، وشاهد العالم حقيقته الفاضحة تتكشف أمام ناظريه.

في جريمة مروعة منذ أكتوبر 2023، استشهد حتى الآن أكثر من 52,400 شخص وجرح أكثر من 118,000 من سكان غزة البالغ عددهم حوالي 200,000 نسمة؛ أي ما يقرب من 8% من سكان غزة حتى الآن. ومن بين هؤلاء، كان للنساء والأطفال نصيب أكبر من الضحايا، فوفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة، في الفترة من 18 مارس إلى 7 أبريل، كان جميع الضحايا من النساء والأطفال في 36 غارة جوية شنها النظام الصهيوني على غزة.

لقد سئمت الضمائر الحية في العالم من المشاهدة الحية واليومية للإبادة الجماعية في غزة، لكن النظام الناتج عن الأحادية الأمريكية يعيق التعامل مع مرتكبي هذه الإبادة الجماعية ومعاقبتهم. ومع ذلك، أظهرت الإجراءات السياسية والشعبية في جميع أنحاء العالم أن أنفاس هذا النظام الداعم للظلم قد بدأت تنقطع. والهجوم الذي تعرض له “أسطول الحرية” الضمير العالمي (وهو مجموعة من “الضمير العالمي”) - من خلال مهاجمة طائرة بدون طيار لسفينة كانت متجهة إلى غزة لتقديم المساعدة الإنسانية  - هو آخر مثال على هذه الإجراءات.

وفي هذا السياق، اضافة الى المقاومة الفلسطينية يجب أن نُحيي جميع مجموعات المقاومة، من لبنان الشامخة وصولاً إلى العراق واليمن، الذين وقفوا في وجه الظالم، وأبدوا دعما عمليا، وقدموا أرواح أفضل البشر في هذا الطريق. وانا كمواطن إيراني، أشعر بالفخر أن بلدي لم يدخر أي جهد في دعم الشعب الفلسطيني الحر.

بكل ثقة، أقول إن طوفان الأقصى ساهم في تسريع انهيار النظام الأمريكي أحادي الجانب، وزاد من إقبال العالم على إقامة نظام عالمي جديد قائم على العدل والمعنوية.

أُقدّم تحية إكبار واجلال لروح جميع شهداء هذا الطريق المشرف، وخاصةً الصحفيين الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم من أجل الكشف عن الحق والحقيقة. وأُشكر جميع الضيوف الذين شاركوا في هذا الحدث من مختلف القارات.

والصبح اذا تنفس وكشف الظلام بنوره