عقد مؤتمرات من شأنها تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام المستقلة يمكن أن يكون أمرا فعالاً للغاية
تنطلق الدورة الثانية لمهرجان "صبح" الدولي للإعلام بأمانة "محسن يزدي"، في الـ19 من مايو/أيار الجاري، بأقسام مختلفة في مجال السينما والبرامج التلفزيونية والفيديوهات الموسيقية و... .ويشارك صناع الأفلام وصانعو البرامج ومنتجو المحتوى على الساحة الدولية في المهرجان بدعوة من القائمين عليه.
وقال شون موراي، المخرج الأيرلندي، في إشارة إلى معرفته بإيران من خلال وسائل الإعلام وقناة "برس تي في": خلال رحلتي الأخيرة إلى طهران، تعرفت على بعض وسائل الإعلام الإيرانية، وبالطبع كنت على دراية بالبيئة الإعلامية قبل ذلك أيضًا عبر قناة "برس تي في" الدولية ، ولقد كنت مفتونًا دائمًا بثقافة هذا البلد وطريقة محاربته الاستعمار والإمبريالية وانتصار الثورة الإسلامية في إيران على مدى السنوات الـ45 الماضية.
وعن إقامة الدورة الثانية لمهرجان صبح الدولي للإعلام ووجود وسائل إعلام غربية في هكذا مهرجانات، قال: إن عقد مؤتمرات بحضور وسائل إعلام غربية مستقلة يمكن أن ينجح ويكون فعالا.
ومشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الغربية تقدم إيران كدولة من دول العالم الثالث، أضاف شون موراي: كشخص سافر إلى إيران، أعتقد أن واقع هذا البلد يختلف عما تصوره وسائل الإعلام الغربية، ما رأيته خلال رحلتي إلى إيران كان بلدا جميلا وعظيما وهذه الصورة لم تكن غريبة بالنسبة لي، لأنني كانت لدي دراسات بشأن الثقافة الإيرانية منذ فترة طويلة، وخاصة الثقافة القديمة وكيف تحولت إلى الثقافة الإسلامية الحالية، وهذا الموضوع جذاب بالنسبة لي. وذلك بينما يحاول الإعلام الغربي إظهار دول مثل إيران كدولة ضعيفة، كما يحاول أيضا إبقاء شعوب الغرب في جهل بشأن دول مثل إيران.
وتابع هذا المخرج الأيرلندي: إن أفضل طريقة لإزالة هذا الانطباع والتواصل مع الرأي العام الغربي هو إنشاء شبكة اتصال وتطوير التواصل مع وسائل الإعلام المستقلة في الدول الغربية.
اليوم، ومع وجود وازدهار المواقع الإخبارية المستقلة، دخلنا مرحلة جديدة؛ لقد خلقت وسائل الإعلام الاجتماعية والرقمية المتوسعة أساسًا جيدًا لإقامة علاقات مع دول مثل إيران.
عقد مؤتمرات من شأنها تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام المستقلة يمكن أن يكون أمرا فعالاً للغاية
وحول عقد مؤتمرات لتأسيس هذه العلاقة مع وسائل الإعلام المستقلة، قال شون موراي: في هذا الاتجاه، قد يكون عقد المؤتمرات التي يمكن أن تعزز التواصل مع وسائل الإعلام المستقلة أمرا فعالا للغاية. وينبغي عقد مؤتمرات في إيران لتطوير العلاقات مع وسائل الإعلام المستقلة حول العالم، كما أن وجود خبراء غربيين في هذه المؤتمرات يمكن أن يساعد وسائل الإعلام الإيرانية في مختلف المجالات.
وشدد شون موراي على الظلم الذي يتعرض له فلسطين اليوم، وأضاف: قضية فلسطين من أهم قضايا الرأي العام العالمي اليوم، ويمكن لوسائل الإعلام الدولية والإيرانية المستقلة أن تتشارك الرأي حولها. وللأسف، نشهد الكثير من الظلم في فلسطين، وفي هذا الصدد، يتشارك صناع الأفلام في وسائل الإعلام الغربية المستقلة الرأي نفسه مع وسائل الإعلام الإيرانية بشأن هذه القضية، ويمكن لذلك أن يوفر الأساس للتعاون المشترك.
وصرح هذا المخرج الأيرلندي: رغم أنه بسبب العقوبات الغربية، ليس من الممكن أن يكون هناك تعاون كبير مع الدول التي فرضت عقوبات على الشعب الإيراني، ولكن بالنظر إلى مجالات التعاون الموجودة، فإن تعزيز العلاقات مع وسائل الإعلام الغربية يمكن أن يكون مهمًا جدًا لإيران.
تحاول وسائل الإعلام الغربية دائمًا تصوير إيران وأنها في ضائقة
وقال شون موراي: الغربيون يتفوقون بسنوات على دول مثل إيران في مجال الإعلام. يعد العمل على رسالة مشتركة بين وسائل الإعلام المستقلة في الغرب وإيران أمرًا مهمًا للغاية فيما يتعلق بجودة وكمية إنتاج المحتوى. ومع ذلك، أعتقد أنه يمكنكم الترويج للمحتوى الخاص بكم وتقديمه عن طريق الاستعانة بشركات الإعلام. وبطبيعة الحال، فإن إنتاج محتوى عالي الجودة والوصول إلى الرأي العام لا يخلو من المشاكل، وهناك عوائق، والعوائق المالية هي إحدى هذه المشاكل.
وصرح: لقد حاولت وسائل الإعلام الغربية دائمًا تصوير إيران وانها في ضائقة. ومع ذلك، أعتقد أنه منذ البداية كانت إيران صبورة جدًا على ما يحدث.
وأكد هذا المخرج الأيرلندي: أن جرائم الكيان الصهيوني والإبادة الجماعية في غزة رافقتها ردة فعل الجيل الشاب الأمريكي والبريطاني بسبب تشابه هذه الأحداث مع الاستعمار البريطاني وما فعلته هذه الدولة في أيرلندا، وهذا أمر يدعو للأمل الكبير بشأن نهاية الكيان الصهيوني وتدمير الأيديولوجية الصهيونية، وأعتقد أن ما فعله الكيان الصهيوني منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول قد رسم طريق اللاعودة.
تجدر الإشارة الى ان مهرجان "صبح" الدولي الثاني للإعلام سيعقد في الفترة من 19 إلى 21 مايو/أيار بأمانة "محسن يزدي" في ثلاثة أقسام وهي "القسم الرئيسي" و"القسم الخارجي بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية" و"القسم الخاص بفلسطين".
لا توجد تعليقات