الخطوة الأولى في صنع الأعمال الوثائقية، هي العلاقات القوية
قال رضوان مرتضى في ورشته المتخصصة بحدث "صبح" الدولي للإعلام:
إن صانع الأعمال الوثائقية المتمکن هو الشخص الذي يتمتع بإمكانية الوصول القوية إلى المواضيع، لأنه في التوثيق، العلاقات هي على رأس كل شيء.
وبحسب تقرير العلاقات العامة لهذا الحدث الإعلامي، أقيمت ورشة العمل المتخصصة "السرد في توثيق الأزمة" بحضور المخرج الوثائقي اللبناني رضوان مرتضى، في اليوم الثالث لهذا الحدث الإعلامي.
وفي بداية هذه الورشة قال رضوان مرتضى وهو يقدم نفسه: عملت صحفيا لسنوات عديدة وكانت وظيفتي المراسلة، ولكن منذ لحظة معينة شعرت أنني لا أستطيع التواصل بشكل جيد مع الناس بهذه الوظيفة. ولهذا السبب تخليت عن ذلك واتجهت إلى الأعمال الوثائقية وقمت حتى الآن بعمل أكثر من 42 فيلمًا وثائقيًا. وأنا مهتم بصناعة الأفلام الوثائقية التي تحتوي على مواضيع صعبة ومثيرة. لقد قمت حتى الآن بعمل أفلام وثائقية حول قضايا مثل المخدرات وجماعات تهريب المخدرات، والاختلافات بين الشيعة والسنة، والإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط، والقتلة المتسلسلين، والتي عرضت في المهرجانات وحصلت على جوائز.
وأشار إلى أهمية الرواية في التوثيق التجريبي، وقال: عندما تقرر القيام بالتوثيق التجريبي، عليك أن تتجه إلى مجال البحث؛ كي تشاهد وتجرب العديد من الأشياء حتى تتمكن من تقديم أفضل الصور لجمهورك أثناء فحص هذه المواضيع بعناية. ومن ناحية أخرى، حاولت دائمًا ملاحظة الخط الفاصل بين الفيلم الوثائقي والصحافة وقوة الأمن التجسسية. وأعتقد أنه كصانع أفلام وثائقية محترف، لا ينبغي لي تقديم المعلومات التي أحصل عليها إلى الأجهزة الأمنية.
وتابع رضوان مرتضى: حتى أنني أذكر أن أحد قادة الجماعات الإرهابية طلب مني إجراء مقابلة معه. وفي الوقت نفسه، اتصل بي أحد عناصر الأمن وطلب مقابلتي. لقد فهمت غرضه من هذا الاجتماع وألغيت على الفور تلك المقابلة مع القائد. انتبهوا أن في لبنان قوة الصحفي أعلى من كثير من الوظائف وحتى المناصب الحكومية. وأذكر أنه في أحد الأيام أراد الجيش اعتقالي، وبما أنني كنت موظفاً في التلفزيون، قمت ببث مباشر وتحدثت. وهذا ما جعلهم يتراجعون عن قرار اعتقالي.
وردا على سؤال حول صعوبات إنتاج الافلام الوثائقية، قال رضوان مرتضى: عندما تذهب إلى القضايا الحساسة تتضاعف صعوبات الإنتاج. حتى أتذكر أنني تلقيت تهديدات بالقتل عدة مرات. واضاف عن مكانة الأفلام الوثائقية في لبنان: أعتقد أن الصحافيين اللبنانيين أثبتوا أنفسهم إلى المنطقة، ولهذا السبب تتمتع السينما الوثائقية في لبنان بمكانة أعلى من السينما الروائية. ويعمل العديد من صانعي الأفلام الوثائقية اللبنانيين مع وسائل إعلام مشهورة عالميًا مثل بي بي سي وسي إن إن وغيرها، ويتمتعون بقدر كبير من حرية العمل.
وقال أيضا ردا على سؤال آخر حول معايير الأفلام الوثائقية: برأيي، أولا وقبل كل شيء، يجب أن تتمتع بقدرة وصول قوية إلى المواضيع لتصبح وثائقيا جيدا. في الواقع، العلاقات هي الأصل المهم في التوثيق. بمعنى آخر، الخطوة الأولى في العمل الإعلامي هي التواصل القوي وإنشاء شبكات اتصال متعددة. ومن ناحية أخرى، فإن بعض المواضيع تكون أكثر صعوبة في الإنتاج. على سبيل المثال، يمكنك بسهولة صنع فيلم حول موضوع هادئ مثل الموسيقى والثقافة وما إلى ذلك، لكن صنع فيلم حول موضوع مثل المخدرات أكثر تعقيدًا.
وأكد رضوان مرتضى: تمكنت من تمييز نفسي من خلال تناول هذه المواضيع الأكثر صعوبة في أعمالي. وانها تجلب المزيد من الدخل والمزيد من الائتمان لصانع الأفلام الوثائقية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاهتمام بالمواضيع الدولية هو أكثر أهمية وتصنع للإنسان مكانة أكبر. ومن ناحية أخرى، لا بد لي من الإشارة إلى أهمية نوع السرد، كلما كان منظور الفيلم الوثائقي أحدث، كلما زاد عدد المشاهدين الذين ينجذبون إليه وعلاوة على ذلك، فإن تعلم لغات جديدة سيكون مفيدًا للغاية ويمكنك التواصل مع المزيد من المواضيع.
أتذكر عندما تم بث فيلمي الوثائقي عن المخدرات وذهبت إلى قلب مجموعات توزيع المخدرات، جاؤوا إلي من شبكات مختلفة لعمل فيلم لهم حول قضايا مماثلة.
يذكر ان حدث "صبح" الإعلامي الدولي للإعلام يعقد في الفترة من 19 إلى 21 مايو/أيار بأمانة "محسن يزدي" في ثلاثة أقسام: "القسم الرئيسي" و"قسم الإعلام الخارجي بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية" و"القسم الخاص بفلسطين".
لا توجد تعليقات