أكد المخرج اللبناني حسين حامد:
أكد المخرج والصحفي اللبناني حسن حامد، على تفوق فلسطين الإعلامي على إسرائيل في الحرب الإعلامية، وقال: لقد حاول الكيان الصهيوني الغاصب غرس روايته المقبولة في الحرب الإعلامية، لكن في النهاية اتجه الرأي العام نحو فلسطين.
تمت مناقشة الإجتماع التخصصي "تحديات صناعة التلفزيون في عصر الشبكات الإخبارية الجديدة" بحضور حسين حامد يوم الاثنين 19 مايو 2024 في اليوم الثالث لحدث "صبح" الإعلامي الدولي بجامعة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
وتطرق حامد في هذا الإجتماع إلى التحديات التي أثرت على الأخبار التلفزيونية في عصر شبكات التواصل الاجتماعي. ثم ناقش هذا الخبير الإعلامي دور وسائل التواصل الاجتماعي في عكس الرواية الفلسطينية في حرب غزة، واعتبر وسائل التواصل الاجتماعي هي العامل في عكس الرواية الفلسطينية في العالم.
وفي بداية هذا الإجتماع أعرب حامد عن تعازيه باستشهاد الرئيس الإيراني ووزير الخارجية وأضاف: تأثرت كثيراً لأنه بعد استشهاد الرئيس مازالت تسير الأمور وهذا يدل على قوة واستمرارية الشعب الإيراني. ثم ناقش موضوع الورشة وقال: السؤال الذي يطرح نفسه هل تراجعت شبكات الأخبار مقارنة بشبكات التواصل الاجتماعي؟ يهتم العديد من المحترفين بمسألة كيفية الوصول إلى الجمهور رغم وجود الشبكات الاجتماعية؟
وفي إشارة إلى خبر استشهاد الرئيس قال حميد: كيف وصلكم هذا الخبر؟ هل تابعتموه من خلال شبكات الأخبار أو شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية؟ وبعد سماع آراء الحاضرين، قال: الأخبار المتضاربة التي أشيعت جاءت من القنوات الإخبارية الرسمية في إيران. وهذه المشكلة كانت داخل إيران؛ لذلك، ذهب الكثيرون أولا إلى الشبكات الاجتماعية لوكالات الأنباء.
حرب الروايات توازي المعركة الميدانية في غزة
ثم تحدث هذا الخبير الإعلامي عن حرب غزة وقال: بالتوازي مع الحرب الميدانية، كانت لدينا حرب أكبر وهي الحرب الإعلامية. لقد بدأت إسرائيل الإبادة الجماعية في غزة؛ ولكن قبل ذلك، خلقت سياقًا في وسائل التواصل الاجتماعي لقبولها. لقد حاولوا غرس روايتهم المقبولة في شبكات التواصل الاجتماعي، وأطلقوا العديد من الأوصاف على حماس، بما في ذلك الإرهابي ومغتصب النساء وقاتل الأطفال. ولكن هذه الرواية تغيرت.
وفي إشارة إلى الحرب الإعلامية في غزة، قال حميد: إن أول المتلقين لهذه الأخبار كانوا الشبكات التقليدية في أوروبا، مثل شبكات سي إن إن وبي بي سي. خلال هذه السنوات، كانت هذه الشبكات دائمًا تقدم الرواية الإسرائيلية للشعب. وفي بداية هذه الحرب، قبل الناس رواية الكيان الصهيوني، لكن العديد من الفلسطينيين نشروا رواياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. كما نشر الناشطون الاجتماعيون في أوروبا مظهراً آخر للحرب في غزة. وأول ما تم طرحه هو ماذا تفعل إسرائيل في الحرب؟ والآن تدور الحرب بين وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للفلسطينيين ووسائل الإعلام الداعمة للرواية الصهيونية.
وفي إشارة إلى الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية ومقاطعة الشركات الإسرائيلية، اعتبر حميد ذلك مؤشرا على قبول رواية أنصار فلسطين وقال: أول من اعتبر وسائل التواصل الاجتماعي هي الرابح في الميدان هو وزير الخارجية للولايات المتحدة. ولذلك، دمرت وسائل التواصل الاجتماعي هيمنة وسائل الإعلام الإخبارية على أذهان الناس.
وسائل التواصل الاجتماعي تشكل الآراء
ثم عدد هذا الخبير الإعلامي خصائص وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإخبارية فقال: 58% من الشعب الأمريكي يتابع أخباره من شبكات التواصل الاجتماعي و27% يحصلون على أخبارهم من التلفاز. 58% للفئة العمرية للشباب و27% لكبار السن والنخب السياسية. وتبين لنا هذه الإحصائية أن الإعلام الإلكتروني هو الذي يشكل الرأي العام.
وقال حامد: أول واجبات التلفزيون إعداد الأخبار وتقديمها للجمهور. هناك نوعان من المصادر التي يحصل منها التلفزيون على الأخبار. وكالات الأنباء الرسمية والمراسلين الميدانيين. ويلعب الصحفيون دورًا رئيسيًا في تشكيل الأخبار؛ لكن لم يتلقوا سوى القليل من الدعم من المراسلين المواطنين. وقبل أن يصل المراسل الميداني إلى مكان الحادث، يستطيع المراسل المواطن تسجيل الأخبار بواسطة الهاتف المحمول.
وفي إشارة إلى المعركة بين جبهة المقاومة وإسرائيل، قال هذا الخبير الإعلامي: هؤلاء مواطنون صحفيون ينقلون الأخبار. عندما نريد أن نرى المعارك في جنوب لبنان، يضع حزب الله كاميرا في الصاروخ ويظهر ما يحدث حتى لحظة الانفجار.
وقال حميد، في إشارة إلى عملية الوعد الصادق: عندما مرت الطائرات بدون طيار على الدول، كان الناس هم من ينشرون الأخبار، وهذا يوضح مدى زيادة التغطية الإخبارية للمواطنين في سرعة الأخبار.
وفي إشارة إلى الوظيفة الإخبارية للتلفزيون، قال حميد: البرامج الحوارية التلفزيونية تشمل دائرة من السياسيين، كلهم يعتمدون على خط فكري واحد؛ لكن يمكنك رؤية تعدد الآراء على شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وتيك توك وإنستغرام.
وقال هذا الخبير أيضًا عن ضعف وسائل التواصل الاجتماعي: هذه الأداة لا تحتوي على السياق الكامل للأخبار. تقوم وسائل الإعلام التليفزيونية بإعطاء صورة كاملة للرواية الإخبارية ثم تقوم بالبحث عنها وتكون على اتصال بجميع عناصر الرواية الإخبارية. وهذا التفوق لا يظهر في شبكات التواصل الاجتماعي؛ بل يتم جمع الأخبار بشكل عشوائي. نحن الآن ننتقل من الصحافة المؤسسية إلى الصحافة الفردية.
وتابع حميد قائلاً: أنشأ العديد من الصحفيين الأوروبيين المشهورين اليوم وسائل إعلام خاصة بهم. وهؤلاء هم أكبر الداعمين للرواية الفلسطينية. وعلي حسن هو أحد أمثلة صحافة المواطن.
قال هذا المواطن الصحفي السوري الذي كان حاضراً في الورشة: في عام 2017، كان هناك العديد من الجبهات في سوريا، وقام العديد من الصحفيين بتغطية هذا الحدث بالمعدات، وانا استخدمت هاتف سامسونج المحمول لالتقاط صور لجبهات الحرب ونشرتها على شبكات التواصل الاجتماعي . في ذلك الوقت كنت طالباً في السنة الرابعة. وكان يمكنني نشر الأخبار في وقت أبكر بكثير من الصحافة الرسمية. وشيئًا فشيئًا، جمعت متابعين على الإنستغرام وأصبحت ترندًا. وهناك صحافيون مثلي في فلسطين.
هل انتهى عصر وسائل الإعلام الإخبارية؟
وبعد توضيحات علي حسن، دخل حميد في الجزء الأخير من حديثه وحاول الإجابة على سؤال هل انتهت حياة الشبكات الإخبارية. وفي إشارة إلى تجربة قناة الجزيرة، قال هذا الخبير: هذه الشبكة توصلت منذ حوالي 12 عاما إلى نتيجة مفادها أنه من أجل الحفاظ على جمهور الشباب، بدأت في إنتاج برامج على شبكات التواصل الاجتماعي، وأحد هذه البرامج يسمى AJ. ثم أضاف: يمكن للبودكاست أيضًا أن يحل محل المحادثات التلفزيونية. وكل العمل الذي تقوم به قناة الجزيرة يهدف إلى الوصول إلى الجمهور.
وقال حميد: كل الشبكات العربية تحاول الوصول إلى ما توصلت اليه الجزيرة ولكنهم يبعدونها كثيرا. ويتمتع هذا التلفزيون بإمكانية الوصول إلى النخبة عبر شبكة الأخبار ويصل إلى الشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعي ويستخدم في الوقت نفسه الذكاء الاصطناعي.
تجدر الإشارة الى ان حدث "صبح" الإعلامي الثاني، انطلق بأمانة محسن يزدي في 19 أيار/مايو بعرض أعمال وثائقية ورسوم متحركة وأفلام قصيرة، إلى جانب إقامة ورش عمل متخصصة في موضوع الإعلام.
لا توجد تعليقات