أستاذ جامعي روسي:
أقيمت الورشة المتخصصة لـ"إخراج الرسوم المتحركة" بحضور أحد مشاهير فناني روسيا سيرجي ستروسوفسكي، يوم الاثنين 20 أيار، في اليوم الثالث لحدث "صبح" الدولي للإعلام في مركز الشهيد الدكتور مصطفى تشمران في الدائرة الفنية التابعة لمنظمة الإعلام الإسلامي. وتحدث خلالها المنتج والمخرج سيرجي ستروسوفسكي، رئيس قسم الرسوم المتحركة والوسائط المتعددة في معهد موسكو الحكومي للثقافة، وعضو اتحاد المصورين السينمائيين وجمعية تعليم السينما والإعلام في هذا البلد، عن مبادئ إخراج الرسوم المتحركة .
وفي بداية هذه الورشة عرض سيرجي ستروسوسكي بعض أعماله وقال: الرسوم المتحركة هي الحركة وكتابة السيناريو هي أساس الرسوم المتحركة؛ لكن تصوير السيناريو ليس إخراجاً.
وقال رسام الرسوم المتحركة الروسي هذا عن الميزانسين: إن وضع الممثلين والشخصيات وإضافة الأفكار إلى الصورة يسمى الميزانسين؛ لكنه لا يسمى اخراج. وأضاف هذا المخرج: نبدأ بكتابة القصة المصورة وبالتالي يتم إعداد عملنا في أذهاننا؛ لكن اتجاهنا لا يبدأ هنا. لأنه كما يقول مخرج فيلم "قنفذ في الضباب" أو "أسطورة الأساطير"، فإن الإخراج هو رقصة "معرفتنا" مع "العواطف". والدراما السينمائية تشبه تشغيل الموسيقى. ويعني وضع التغييرات في الأشكال وتركيب الصوت والرموز والأجزاء المنفصلة من الموسيقى، في تنسيق موحد؛ لكن لا يمكنك الرقص بدون موسيقى وعواطف. وأكد: مهمتنا هي التواصل مع الجمهور دون التفكير في الشخصية التي نتحدث عنها؛ لأننا نتعامل مع المشاعر الإنسانية. تؤثر السينما على عواطفنا ومشاعرنا؛ لذلك، لكي نحقق فكرتنا ومنطقنا الصحيح، يجب أن نعرف العواطف الإنسانية. وما نصل إليه في النهاية هو انتشار المشاعر الإنسانية والتعبير عنها.
وبدأ هذا المخرج حديثه عن تعريف الشخصية بسؤال "كيف تعبر الشخصيات عن نفسها في الفيلم؟" وأوضح: بدون الشخصيات لا يمكننا الوصول إلى لغة مشتركة، لدينا إمكانيات لا حدود لها في الرسوم المتحركة و يمكننا خلق شخصية جميلة لا ترتكب أي خطأ، في حين أن الشخصيات في الأفلام الواقعية ليست كذلك.
وصرح سيرجي ستروسوسكي: نحن نخلق العالم الذي نريده في الرسوم المتحركة؛ لكن هذا العالم يجب أن يكون قابلاً للتصديق بالنسبة للجمهور. على سبيل المثال، قد تأتي الشخصية من كوكب آخر؛ لكن علينا أن نبني هذا العالم بطريقة منطقية للجمهور. ويجب على الجمهور أن يصدق هذه الشخصية؛ لأنه من المفترض أن يرى نفسه في هذا الفيلم ويتعاطف معه. ولكن أؤكد مرة أخرى، هذه ليست بداية الإخراج. وتابع: المعرفة التي نكتسبها محدودة؛ لذلك نحن نزدهر في عملية مشاهدة الفيلم؛ لأن خيالنا أهم من المعرفة التي نكتسبها. وينطبق هذا المبدأ أيضًا على إخراج الرسوم المتحركة؛ اكتسبنا المعرفة. لكن هذه المعرفة وحدها لا تمنحنا إمكانية الإخراج؛ لأن الخيال أهم بكثير.
وأضاف هذا الأستاذ الذي جاء إلى طهران بدعوة من حدث "صبح" الإعلامي الدولي الثاني: "السيناريو ليس جنسا أدبيا؛ بل هو نوع من الأدب". بل هو كتابة الأحداث التي ينبغي تصويرها، في السينما نستخدم الحوار، لكن الكتابة ليست بطريقة أدبية؛ لأن الأدب كلام والسينما صور.
وأشار الى نظريات تاركوفسكي وقال: الفن هو محاولة لتصوير المعادلة بين اللانهايات والصور. يكتب كاتب السيناريو روايته ويسلمها للمخرج ويتم تحويل الكلمات المكتوبة في النص إلى صور بواسطة مخرج الرسوم المتحركة ولا ينبغي أن تظهر هذه المحتويات بالكلمات، الرسوم المتحركة تعني اتصالًا زمنيًا لا نهائيًا.
وشارك مخرج الرسوم المتحركة الروسي تجاربه مع الحاضرين في ورشة العمل وقال: تخصص اخراج الرسوم المتحركة هو خلق تواصل مع المشاهدين من خلال الصور الفنية. والمونتاج هو القصة المصورة. ولإخراج الرسوم المتحركة، يجب أن تعرف الموسيقى جيدًا؛ ولكن هذا لا يزال غير كاف؛ بل عليك أن تكتشف طرقًا للتواصل مع جمهورك.
يذكر ان حدث "صبح" الإعلامي الدولي الثاني بأمانة محسن يزدي بدأ فعالياته في 19 مايو/أيار في ثلاثة أقسام: "القسم الرئيسي" و"قسم الإعلام الخارجي بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية" و"القسم الخاص بفلسطين". والقسم الرئيسي لفعاليات هذا المهرجان هو عرض الأعمال الوثائقية والرسوم المتحركة والأفلام القصيرة الداخلة في المسابقة، إلى جانب إقامة ورش عمل متخصصة في موضوع الإعلام.
لا توجد تعليقات